-A +A
«عكاظ» (واشنطن) okaz_policy@
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن الاحتجاجات الضخمة في العراق تمثل تهديدا جديا لإيران ووكلائها، واتهمت طهران بأنها تقف وراء قتل المتظاهرين إذ أوعزت إلى مليشيات عراقية موالية لها بقنص المتظاهرين في الشوارع وخطف الناشطين البارزين واستهداف وسائل الإعلام للقضاء على الاحتجاجات. وأفصحت الصحيفة في عددها الصادر أمس، أن رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي جهز خطاب الاستقالة، لكن إيران ضغطت لمنع الاستقالة لأنها لأول مرة تسيطر على الحكم في العراق بشكل كامل. ولفتت إلى أن شوارع العراق ليست غريبة على صراعات السلطة خصوصا مرحلة الصراع الطائفي وظهور «داعش»، لكن الحشود هذه المرة تمثل أكبر حركة شعبية في تاريخ العراق الحديث، معتبرة أن جيلا جديدا نشأ في ظل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ومرحلة ما بعد الغزو والتي هيمنت عليها إيران.

وأفادت بأنه على الرغم من أن الاضطرابات تقتصر على المناطق التي تقطنها أغلبية شيعية، إلا أن رجال الدين البارزين لم يحشدوا لهذه المظاهرات، كما أنها استهدفت نفوذ إيران في العراق، إذ تم إحراق قنصليتها في كربلاء وتمزيق علمها الوطني. وفي مشاهد تذكرنا بسقوط صدام حسين، استخدم المحتجون أحذيتهم للضرب على صور زعماء المليشيات المدعومة من طهران ورموز الملالي. وقال حارث حسن من مركز كارنيجي للشرق الأوسط: إذا كان هناك أي شيء، فإن هذه الاحتجاجات تحدت الصيغة الطائفية للحكم، والتي حولت العراقيين من الهوية الوطنية إلى الهوية العرقية والدينية. وخوفا من تآكل نفوذها، تتدخل إيران لحشد رد وحشي، ووفقاً لمسؤولين عراقيين فقد أوعزت إلى مليشياتها بتكليف قناصة لإطلاق النار على المتظاهرين. وقال مسؤولون حكوميون إن طهران ضغطت هذه المرة على رئيس الوزراء العراقي الضعيف حتى لا يتنحى، وتم إقناعه بأن الاحتجاجات «مؤامرة أجنبية».